بعد عقود من الخيال العلمي تنبأت بـ "صحوة الروبوتات"، فإن السؤال الذي يدور في أذهان كثير من الناس عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي هو: هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل البشر يومًا ما؟ الإجابة المباشرة، كما يقول أندريا برامبوليني، رئيس عمليات تحليل الأسواق المالية والحلول الرقمية في انتيسا سان باولو، "لا". ويقول: "على العكس من ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي هو الشيء الذي يتيح لنا أن نكون أكثر إنتاجية وتمكنًا".

يستخدم مختبر الذكاء الاصطناعي التابع لانتيسا سان باولو الموجود في مركز الابتكار، الذكاء الاصطناعي لخلق إمكانات  ومهارات جديدة تعزز ما يمكن للبشر تحقيقه من أجل مساعدة الشركات على الاستمرار في المنافسة. ويطور المختبر كلاً من التطبيقات العملية والبحث النظري، كل ذلك من قاعدة معرفية عميقة للمتطلبات والقيود الخاصة بالأعمال والتمويل. وتقول لورا لي بوما وهي رئيسة مختبر الذكاء الاصطناعي: "نحن نطبق منهجًا علميًا صارمًا يحدد المشكلة ويوجد الحل باستخدام لغة الرياضيات العالمية".

ومثال على الكيفية التي يمكن بها للذكاء الاصطناعي مساعدة البشر في الأعمال، تقنية ستحصل على براءة اختراع قريبًا تم تطويرها في مختبر انتيسا سان باولو. تم تصميم هذه التقنية لحماية المحافظ المالية من حركات السوق السلبية الكبيرة. وباستخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي، يمكن للفريق الآن تحليل مجموعة من عوامل الخطر أكثر من ذي قبل وإجراء تحليلات في بضع ثوانٍ ربما كانت تستغرق في السابق أسابيع.

يقول أندريا برامبوليني، وهو أحد الرواد المسئولين عن هذا المشروع: "يسمح لنا هذا النوع من الخوارزميات أن نكون أكثر إنتاجية، لذلك فإن له تأثير عميق على رأس المال".

يتعاون المختبر مع معهد التبادل العلمي (ISI)، وهو مؤسسة بحثية في تورين. وتُعد الشراكة بينهما مفيدة للطرفين، حيث شهدت الأوساط الأكاديمية "هجرة العقول" إلى الشركات الخاصة في السنوات الخمس إلى العشر الماضية، مع انجذاب الباحثين إلى الأدوار المؤسسية التي تحل مشاكل العالم الحقيقي، وما لديهم من مجموعات بيانات كبيرة ورواتب جيدة. ويمكن لانتيسا سان باولو مساعدة المعهد في دفع البحث إلى الأمام، من خلال تطوير التطبيقات العملية التي يمكن للأعمال التجارية استخدامها اليوم.

يقول باولو باجاردي، مدير البحوث الصناعية في معهد التبادل العلمي ISI: "تمثل ثروة البيانات الرقمية التي تجمعها المؤسسات الكبيرة بوضوح فرصة للذكاء الاصطناعي، ويجب على البنوك والقطاع المالي بأكمله تبني الذكاء الاصطناعي لمواكبة العصر".

وتضيف لورا لي بوما: "هناك وفاق صحيح بين الابتكار والبحث. ومن الأمثل أن يكون لدينا ما يمكن استخدامه لصالح الأعمال التجارية، ولكننا نريد أيضًا أن نجلب الابتكار وربما نفتح آفاقًا جديدة للبحث"

أما عندما يتعلق الأمر بحدود الذكاء الاصطناعي، لا يوجد الكثير من الحدود، لكن لي بوما وباجاردي وفريق المختبر مهتمون بتطبيقات الذكاء الاصطناعي الواقعية أكثر من اهتمامهم بشكلها. ويقول باولو باجاردي: "لا يوجد سقف لإمكانات الذكاء الاصطناعي، لكن النقطة الهامة لا تتعلق حقًا بتحقيق الذكاء الاصطناعي لشيء ما بمفرده، ولكن حول وجود تكامل جيد حقًا مع الناس."